![](https://mawtany.com/wp-content/uploads/2025/02/FB_IMG_1739006069322-780x470.jpg)
باب من أبواب الخداع والمكر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد كم في القبور من مواعظ وعبر، فلو كانت القلوب حية فنسأل الله الكريم الرحيم أن يوقظ قلوبنا من غفلتها، فيقول بعض السلف إذا أردت صورة مصغرة ليوم القيامة فاخرج إلى المقبرة تجد فيها الشريف والوضيع والذكر والأنثى والصغير والكبير كلهم سواء كلهم تحت التراب، ما هناك أحد له قصر ولا أحد عنده خدم ولا أحد عنده شيء ولهذا قيل أول عدل الآخرة القبور ومما يدل على ذلك قصة الأعرابي حيث جاء أعرابي إلى بلد فيها حاكم، فإذا الحاكم قد مات فسأل عنه فقالوا إنه مات قال أين ذهب ؟ قالوا ذهب إلى المقبرة، فجاء إلى المقبرة يري الأبهة يريد الخدم والحشم فلما دخل لم يجد إلا حفار القبور، قال أين الحاكم الفلاني ؟ قال الحاكم الفلاني هذا، قال يا ويله.
ثم قال وهذا الذي بجواره ما هو ؟ قال هذه امرأة عجوز ناقصة عقل مشهورة في السوق وكان قبرها مرشوشا إذ إنها قد دفنت قريبا وقبر الحاكم يابس، قال يا ويله هذه تسقى ماء وهذا لا يسقى ماء وجلس يتعجب فقال له حفار القبور هذا الأمر كما رأيت، فهذا هو العدل رجل حاكم لا يدخل عليه إلا بإستئذان وامرأة ناقصة العقل هما سواء، ولقد أصحبت كلمة الحب بين الشباب الأن باب من أبواب الخداع والمكر وبدأ العلاقات المحرمة والمليئه بالذنوب للوصول إلي غرض دنئ خسيس معروف عند الجميع، فهذه هي ثمرة الحب التي يجنيها أولئك في زمننا الحاضر، ولعلي أسئلك يا عفيفة؟ هل الحب بين الفتاه والشاب الأن يرضي عنه الله ورسوله صلي الله عليه وسلم، وربما تجيبي علي بقول هولاء بعيدين تمام البعد عما يقربهم إلي الله عز وجل ولكن هنا سؤالي إليكي بصيغة أخري.
وهو هل الحب بين الفتاه والشاب وخصوصا في هذا الوقت ترضي عنها الأعراف الأجتماعية والمبادئ والعادات والقيم التي تربينا عليها ؟ وهل الحب الذي نراه حاضرا ينتهي بالزواج بين الزاعمين للحب ؟ وهذه الفتنه بدأت بنظرات ثم بمشاعر ثم بعلاقات مباشرة ثم النهاية تعرف للقاصي والداني، فهذه الفتنه فتنه العلاقة المحرمة بين الفتاه والرجل وتسمي العشق قد عمت الكثير إلا من رحم ربي، وهذه الفتنه إنتشرت نظرا الواسع وتوافقها مع طبيعة النفس التي تهوي وتحب، مع الأضافة لتأخر سن الزواج والذي دفع كثير من الشباب أن يوجه هذه العاطفة التي هو مفتور عليها من الأساس عاطفة الحب أن يوجهها توجيه خاطئ بدلا من أن توجه إلي أمرا يحبه الله ورسوله فقدت أختزنت معاني هذه الكلمة ومعانيها وأساليبها إلي معني واحد معني سوء وهو العلاقة المتبادله بين الشاب والفتاه وهو العشق.
فيا أختنا الكريمة ما أجمل الفتاه أن تشعر أنها درّة في تاج محمول علي الرؤوس، وما أجمل أن تشعري بحلاوة الربيع في أيام الخريف الشاتية، وما أجمل أن يشعر المؤمن بالدفئ في أيام البرد القاسية، وما أجمل أن تجدي إنسانا يتحدث معكِ بكلمات عذبة طيبه رقراقة، ولكن ينبغي أن تعرفي ما هو الحب يا حارسة الفضيلة، فإعلمي أن النبي صلي الله عليه وسلم بين لنا معني الحب في حديث من أحاديثه، فقال صلي الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين” وحب الوالد للولد هو حب العطف والرحمة والشفقة، وحب الولد للوالد هو الأدب والأحترام، وحب الإنسان لعموم الناس هو حب الخلطة وحب الإستئناس كاحب الأخوة في الله تعالي والتعامل علي البر والتقوي.
باب من أبواب الخداع والمكر